السبت، 18 فيفري 2012

كل حزب بما لديهم فرحون



هي قصة زوز إخوة، واحد قلبو معبي بالتسامح، واحد شديد في الدفاع عن الدين لا يخاف في الله لومة لائم.
  
خونا المتسامح كان إسبري لو ماكسيموم، مغروم بآية لا إكراه في الدين (والحق ما يعرفش برشا آيات غيرها)، صحابو أغلبيتهم ملحدين، ولا غافلين، ولا سوكارجية. يخرج يسهر معاهم، يضحك معاكم، يعمل بون كيف، يحكيلهم، يشكيلهم عل بهامة الخوانجية وتشويههم للدين. خونا هذا تحكيلو عل المعاصي، يقلك حرية شخصية، تكثر عليه من الوعظ يقلك أعتقني، ياخي نصبوك محامي لدين ربي؟

خونا الآخر كان بصراحة قشطة واربط. ما عندو وين يدور الريح، مغروم بآيات الجهاد والتشديد على الكفار، ذكاه على قده، أما عنده ثقة في نفسه ورايه ليس لها نظير. مالا شبيك، كيف لا والراجل عدا حياتو يدافع عل الدين. خونا موش متكون برشا، أما الحق تحطو في محيطه تلقاه عمشة في وسط العميان. قاري شوي فقه ولى يتفوخر بيه عل العباد. وين ما يمشي يشوف العوج (أما الجمل ما يشوفش حدبته)، وينهر الناس ويبخصهم، ويقلك القدوة متاعه سيدنا عمر.

الزوز إخوة عملو مرة عركة ، نساو عل شنو، وماقالوليش أنا زادة فمنعرش، أما الأكيد أنو الحوار اللي بيناتهم كان حوار صم بين زوز قلابس، واحد يدرس عل الآخر في التسامح، ولآخر يحكيلو عل الذود عن حمى الدين واللي هذا جبد سطروط الآيات والأحاديث اللي يعرفها الكل واللي تساعدو في الحجاج متاعه. في وسط الحوار، تسمح اللي يحكي عل التسامح يقول للآخر أنت يالي ماتحشمش، أنت مسلم موشو باهي، إنت لازم نقصيوك ما دامك خطر على القيم السمحة لديننا الحنيف،ووقت اللي التسامح متع خونا فاض عل الكاس وولا يقطر قلو إنت لازم نسكتوك، لازم نقضيو عليك إنت قريتلنا أربع كتب متع فقه فهمت منها والو وكان تعلمت شويا تواضع خيرلك، يقص عليه الآخر (حسها الكلمة وما عجبتوش) يقلو أنا موش متواضع؟، أنا؟، أنا يكون في علمك قاري خمسة كتب على التواضع، تي أنا يضرب المثل بالتواضع متاعي، تي أنا نعلمك في التواضع، التواضع هذا شاربو، وصارلي عشر سنين في دومانو

 في سياق الحديث وبما أنو الأخوين موش راسخين في العلم، ويا دوب يقراو كتب ما يفهموش شطرهم ولا يسمعو فيديو ولا حتى عقاب فكرة تدخل من وظن تخرج مفجوعه من الأخرى (آش ثمة الداخل في هاكي الطاسة اللي خلى الفكرة تدخل تجري تخرج تجري)، اللي هذا كان يحاول يستشهد بالعلماء اللي يحبهم كحجة سلطة يسكت بيها صاحبو، واحد يجبد عل القرضاوي وواحد يجبد على ابن باز. يسمع خونا المتسامح عل ابن باز يسمئج، يقولو آش ما جبدنا في ها البهيم (حاشاكم)، اتبع في المصطكين؟ والشيوخ غير... المتسامحين؟ يسمع خونا الآخر عل القرضاوي، يتذكر الردود اللي صبح وهو يقراها عل الشيخ في  مكتبة صيد الفوائد، يقولو هاكا موش شيخ، هاكا متساهل إلى حد الإنحلال، عقلاني حاشاك (سبة كبييييييرة عنده)، من معتزلة العصر والعياذ بالله. هي كلمة المعتزلة تقالت، والحوار تحول إلى صراع أزلي قديم جديد على منزلة العقل والنقل، حوار تسمع فيه برشا كلام من الغزالي وابن رشد، ويا ريت لو كان مع كلامهم تشم واحد من الألف من ذكاهم وعلمهم
 
الحوار كان ماش يطول وقطر ماش تتجبد غير كفى الله المؤمنين القتال وأذن العشاء قامو جميع يصليو...

وقفو في الصف، استغفرو ربي، الإمام بدا يقرى ما تيسر من القرآن، وصل للآية هذه :" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " كي سمعو الآية وهمو أن يتدبروها كل واحد خمم في صديقه، كل واحد من كثر الحنية والإيثار متاعو كان عامل "رونفوا موعظة" على صاحبو، كل واحد سخفو حال صاحبو، كل واحد يدعي لربي باش صاحبو يفيق على وضعه ويولي كيفو، كل واحد شكر ربي بصدق أنو هو اللي على الطريق المستقيم، ودعا لربي باش يزيد يثبتو ويهديه


هي قصة زوز إخوة لا واحد منهم يسمع الآخر، قليل كي يتحاورو، وكي يتحاورو قليل وين يسمعو، وكي يسمعو قليل وين يفهمو، وكي يفهمو ديما يتعاركو.

هناك تعليق واحد:

  1. ya3tek isa7a wallah jebtaha 3al jar7 pb ino kol wa7ed machi fibali howa s7i7 rabi yehdi wakahw

    ردحذف